في عالم مثالي، يجب دائمًا استخدام نوع الوقود الذي توصي به الشركة المصنعة لسيارتك، والمذكور عادةً في دليل المالك وعلى غطاء خزان الوقود. استخدام بنزين 91 بدل 95، أو أي وقود أوكتان أقل من الموصى به، يمكن أن يؤدي إلى عدة مشاكل محتملة. بعض هذه المشاكل قد لا يلاحظها السائق على الفور، ولكنها قد تتسبب في أضرار جسيمة على المدى الطويل. إليك تفصيل لهذه المخاطر وتأثيرها على محرك سيارتك.
1. ظاهرة “الدقّ” أو “الفرقعة” (Knocking or Pinging)
كيف تحدث؟ يتميز البنزين ذو الأوكتان الأعلى بمقاومة أكبر للاشتعال المبكر تحت الضغط العالي داخل أسطوانات المحرك. المحركات التي تتطلب وقوداً بأوكتان 95 غالباً ما تكون ذات نسبة انضغاط أعلى. عند استخدام بنزين 91 بدل 95، قد يحترق الوقود بشكل غير منتظم قبل أن تصله شرارة شمعة الإشعال في الوقت المحدد، مما يسبب صوت “دقّ” أو “فرقعة” معدني مميز.
هل يلاحظها السائق؟ قد تكون هذه الأصوات خفيفة وغير ملحوظة في البداية، خاصة إذا كانت تحدث بشكل متقطع. ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن تكون واضحة ومزعجة، خاصة عند التسارع أو صعود المرتفعات أو تحت الحمل الثقيل.
2. تأثيره على أداء المحرك وكفاءته
كيف يحدث؟ عندما يكتشف حساس الدقّ في المحرك حدوث احتراق غير طبيعي بسبب الوقود منخفض الأوكتان، يقوم نظام التحكم في المحرك (ECU) تلقائيًا بتأخير توقيت الإشعال. هذا الإجراء يهدف إلى تقليل أو منع ظاهرة الدقّ. ومع ذلك، فإن هذا التأخير في توقيت الإشعال يقلل من قوة المحرك وعزمه، ويجعل السيارة أقل استجابة لدواسة الوقود.
هل يلاحظها السائق؟ قد يشعر السائق بأن السيارة أصبحت أبطأ في التسارع وأقل قوة عند الحاجة إلى عزم دوران إضافي، خاصة في ظروف القيادة الصعبة. قد يلاحظ أيضاً زيادة طفيفة في استهلاك الوقود، لأنه يضطر إلى الضغط بشكل أكبر على دواسة الوقود للحصول على نفس الأداء السابق.
3. الأضرار المحتملة على المدى الطويل
كيف تحدث؟ على الرغم من أن معظم المحركات الحديثة مزودة بحساسات للدقّ وأنظمة تحكم تحاول التكيف مع الوقود ذي الأوكتان المنخفض، فإن الاستخدام المستمر لبنزين 91 بدل 95 يمكن أن يضع ضغطًا إضافيًا على مكونات المحرك الداخلية. الدقّ المتكرر وغير المنضبط، حتى لو كان خفيفاً، يمكن أن يؤدي إلى تآكل مبكر وتلف لأجزاء حيوية مثل المكابس، والصمامات، وعمود الكرنك على المدى الطويل، مما قد يتطلب إصلاحات مكلفة جداً.
هل يلاحظها السائق؟ قد لا تظهر هذه الأضرار بشكل مباشر وفوري. ولكن مع مرور الوقت وزيادة عدد الكيلومترات، قد يبدأ المحرك في إظهار علامات ضعف واضحة، مثل تسارع أقل سلاسة، وزيادة في استهلاك الزيت، وظهور أصوات غير طبيعية دائمة تشير إلى تدهور حالته الداخلية.
هل يمكن للمحرك التكيف مع أوكتان أقل؟
نعم، معظم السيارات الحديثة لديها نظام تحكم إلكتروني متطور يمكنه اكتشاف استخدام وقود بأوكتان أقل من الموصى به. يقوم هذا النظام بضبط توقيت الإشعال لتقليل الدقّ وحماية المحرك من التلف الفوري. ومع ذلك، فإن هذا التكيف يأتي دائماً على حساب الأداء الأمثل وكفاءة الوقود التي صُمم المحرك لتحقيقها عند استخدام الوقود الموصى به. فالمحرك يعمل في وضعية “الحماية” بدلاً من “الأداء الأمثل”.
الخلاصة: أهمية الالتزام بالوقود الموصى به
على الرغم من أن استخدام بنزين 91 بدل 95 قد لا يؤدي إلى تلف فوري وكارثي في معظم الحالات، إلا أن الاستمرار في ذلك يمكن أن يؤدي إلى:
- تقليل أداء المحرك وعزمه بشكل ملحوظ.
- انخفاض كفاءة استهلاك الوقود، مما يلغي أي توفير في السعر.
- احتمالية حدوث أضرار جسيمة على المدى الطويل بسبب الدقّ المستمر والضغط الإضافي على مكونات المحرك الحساسة.
للحفاظ على أداء محرك سيارتك وعمره الافتراضي الأمثل، وتجنب أي مشاكل محتملة وإصلاحات مكلفة، من الأفضل دائماً الالتزام بتوصيات الشركة المصنعة واستخدام الوقود ذي الأوكتان الموصى به (في هذه الحالة، بنزين 95). قد يبدو بنزين 91 أرخص قليلاً عند التعبئة، لكن التكاليف المحتملة للإصلاحات المستقبلية أو الأداء المتدهور قد تجعل هذا التوفير قصير الأجل غير مجدٍ على الإطلاق.